فولكس فاغن : من سيارة للشعب الالماني الى سيارة لكل الشعوب

عندما نتحدث عن شركة "Volkswagen" فاننا لانتحدث عن شركة عادية بل نتحدث عن عملاق المانيا وأوربا وثالث اكبر مصنع لصناعة السيارات في العالم بعد جنرال موتورز الامريكي وتويوتا الياباني ، هذه الشركة تاسست في 28 من ماي سنة 1937 بمدينة برلين الالمانية وكان الهدف وراء تاسيسها هو صنع سيارة تكون في متناول كافة فئات الشعب ويتضح ذالك من خلال اسمها "Volkswagen" وتعني بالالمانية "سيارة الشعب" قبل ان تكبر وتغزو العالم لتصبح سيارة كل الشعوب.

محاولة صنع سيارة للطبقة المتوسطة بائت بالفشل في عدة مرات لكن الرجل الذي كان وراء هذه الفكرة كان مصمما على تنفيذها مهما كلفه الامر وهو "فرديناند بورشيه" مؤسس الشركة المشهورة "بورشيه" الذي طرق عدة ابواب من اجل مساعدته على تحقيق هدفه الا انه لم ينجح حتى استلم الزعيم النازي "اودلف هتلر" الذي كان قد وعد في حملته الانتخابية بتوفير السيارات لكل الالمان ،رتب "بورشيه" لقاء مع "هتلر" من اجل دراسة المشروع ،اقترح "هتلر" ان يتم صنع سيارة شعبية تحمل 5 افراد وتسير بسرعة تصل الى 100 كلم في الساعة وبتكلفة لا تتعدى الألف مارك ألماني فقط. .

بعد الخروج باتفاق من هذا الاجتماع شرع "بورشيه" في تصنيع السيارة وبحلول العام 1938 كان قد انتهى كليا منها وصنع 50 سيارة كنموذج للدعاية للشركة (فولكس فاغن)التي دشنها "هتلر" في 86 من ماي 1938 وحدد موعد بدا الانتاج في السنة الموالية الا ان اندلاع الحرب العالمية الثانية سيحطم كل الاحلام لتتحول الشركة الى صنع المعدات الحربية للجيش الالماني عوض السيارات .

بعد انتهاء الحرب سقطت "فولكس فاغن" في يد الانجليز الا انهم عكس باقي المحتلين  لم يوقفوا المصنع بل سلموه الى الحكومة الالمانية التي عينت المهندس السابق في شركة "أوبل " هنريش نوردوف مديرا للشركة ومعه ستنطلق بكل قوة واول خطوة ستقوم بها هي الوفاء بوعدها وتقديم السيارات التي لم تتنتج لحد الان الاى اصحابها والتي دفع ثمنها الكثير من المواطنين وصل عددهم 137 ااف امولهم من اجل تمويل انتاهجها .

الى حد الان لم اذكر اسم السيارة التي يدور عنها الحديث السيارة التي ستطير بفولكس فاغن الى العالمية ،السيارة التي ستحطم كل الارقام القياسية ، السيارة التي ستصبح اسطورة ورمزا لشركة فولكس فاغن لعدة سنوات هذه السيارة هي سيارة "البيتل" او "الخنفساء" التي من اجل تحقيقها ولدت "فولكس فاغن" .

هذه الخنفساء ستحقق الهدف المطلوب وستكون السيارة الشعبية الاولى في المانيا وفي العالم حيث ستغزوا كل الاسواق العالمية بدءا من الدول المجاورة لألمانيا وصولا الى امريكا السوق الاكبر الذي يشهد منافسة شديدة بين الشركات ، لكن "البيتل " ستفاجىء الكل هناك  وستحقق نجاحا باهرا لم يسبق له نظير، فخلال سنتين فقط عن وصولها الى امريكا تخطت" البيتل" 500 الف سيارة وهو رقم خيالي انذاك لم تحققه اي شركة اخرى . وظلت في الصدارة لعقود بسبب ثمنها المناسب وجودتها واقتصادها على الوقود.

بعد هذا الاكتساح الكبير لجل الاسواق قامت شركة فولكس فاغن ببناء عدة مصانع في عدة دول منها البرازيل ،استراليا ،المكسيك ،جنوب افريقيا ...

مع بداية السبعينات عرفت مبيعات "فولكس فاغن" بعض التراجع نظرا لتشبع الاسواق بسيارات "البيتل" على الرغم من ان فولكس فاغن ادخلت عليها عدة تحسينات فتفطنت الشركة الى ان عصر "البيتل" قد اوشك على النهاية لذا يتوجب تقديم ماهو جديد وفريد ان هي ارادت المحافظة على مكانتها كشركة كبرى .

لتثبت "فولكس فاغن" أن النجاح الذي حققته سيارة "البيتل" لم يكن ضربة حظ قدمت ثلاث سيارات أخريات حققوا شهرة وانتشارا ونجاحا لايقل عن ماحققته "البيتل" هذه السيارات على التوالي هي:

اولى هذه السيارات هي السيارة الجميلة "Passat" التي تعرف في امريكا باسم "The Dasher" ، هذه السيارة اعتمد في صناعتها كثيرا على سيارة "اودي 80" لشركة "اودي" الشهيرة التي اشترتها فولكس فاغن انذاك ، مرت سيارة الباسات منذ انتاجها الى الان بخمسة أجيال ،الأول من 1974 الى 1981،الثاني من 1982 الى 1988 ، الثالث من 1990الى 1997 ،الرابع من 1998 الى 2005 والخامس من 2006 ولايزال مستمرا حتى الان.

السيارة الثانية هي سيارة "Golf" التي بدأ انتاجها في عام 1974 ،بدورها هذه السيارة حققت نجاحا فاق كل التوقعات وتوفرت هذه السيارة في الاسواق بموديلين الاول باربعة ابواب والاخر ببابين .اما السيارة الثالثة  فكانت Golf GTA"" التي تم انتاجها في 1975 ومرت بدورها بخمسة اجيال كلها حقققت نجاحات مبهرة وشهرة واسعة في كل انحاء العالم لتصبح هي أيقونة "الفولكس فاغن" الجديدة ، كما تعتير السيارة الاولى من حيث الانتاج باكثر من 21 سيارة متقدمة على "البيتل" باكثر من 15 مليون سيارة .

احتلال "الفولكس فاغن" للمراتب الاولى على مر تاريخها يبرز جليا النظرة الثاقبة لهذه الشركة التي قدمت سيارات اقل مايمكن القول عنهم انهم تحف بجمالهم ،بجودتهم والاهم انهم انتجوا ليكونوا وسيلة للنقل يستفيد منها كل فئات وهي الفكرة الاساس التي قامت عليها الشركة فاستحقت ان تكون سيارة الشعب بل كافة الشعوب .