مايباخ : الفخامة ولاشيء غير االفخامة

 

شركة مايباخ التي تعتبر اليوم رمزا للفخامة إلى جانب رولز رويس لم تكن بدايتها في عالم السيارات لكنها لم تكن بعيدة عن عالم المحركات ، مايباخ كانت في البداية شركة لصنع محركات المناطيد تحت اسم " Luftfahrzeug-Motorenbau GmbH " تأسست هذه الشركة سنة 1909 على يد كل من فيلهلم مايباخ وابنه كارل الذي سيكون هو المسئول عن إدارتها .

فيلهلم مايباخ ارتبط اسمه في البداية بأحد مؤسسي شركة مرسيدس بنز هو Gottlieb Daimler هذا الأخير كان يقوم بصناعة محركات السيارات فطلب من فيلهلم أن يقوم بتطوير سيارات خاصة لمحركاته وأسس دايلمر شركته لصناعة السيارات سنة 1890 تحت اسم Daimler Motoren Gesellschaft وكان فيلهلم مايباخ هو المصمم الرئيسي للشركة .

بعد عشر سنوات عن تأسيس الشركة وبعد وفات دايلمر قام مايباخ بتصميم سيارة لرجل الأعمال النمساوي Emil Jellinek الذي كان معجبا بتصاميم مايباخ هذه السيارة ستكون أول سيارة مرسيدس في التاريخ .

سيارة مرسيدس تلك كانت آخر مساهماته لشركة Daimler Motoren Gesellschaft قبل أن يتركها ويؤسس هو ابنه شركتهم الخاصة كما سلف الذكر سنة 1909 ، هذه الشركة ستخصص في صنع المناطيد ،الباخرات ،القطارات ولن تدخل عالم السيارات إلا سنة 1919حين وضعت أول نموذج اختياري لسيارة Mybach W1 سنتين بعد ذالك سيقدم مايباخ سيارته الأولى في معرض برلين للسيارات في عام 1921 هذه السيارة أدخلته إلى عالم السيارات من أوسع أبوابه حيث لاقت إعجابا كبيرا من الزوار والمتتبعين الأمر الذي شجعه على بذل مجهود اكبر.أكثر من ذالك قرر مايباخ أن تكون سياراته فخمة ومترفة إلى أقصى درجة ممكنة حتى يتمكن من الإطاحة بمنافسيه ويخلو له بذالك السوق المتمثل في الطبق الارستقراطية .

أول خطوة قام بها مايباخ على درب تحقيق هدفه هو تغيير اسم شركته إلى  Maybach automobiles  سنة 1922 .

طيلة عشرينات القرن الماضي ركز مايباخ على صناعة سيارات ليموزين الغنية عن كل تعريف  التي استطاع بفضلها أن يكسب ود الكثير من الأغنياء والنبلاء في العديد من الدول الأوربية خاصة الجارة الهولندية .

في العام 1929 توفي فيلهلم مايباخ تاركا مسؤولية الشركة عل عاتق ابنه الذي استمر على نفس نهج والده .عقد الثلاثينات كان كسابقه عرفت خلاله مايباخ الازدهار والانتشار لسياراتها الذي وصل سنة 1945 حوالي 1800 سيارة فاخرة .

مع بداية الأربعينات انخفضت مبيعات مايباخ بشكل واضح نظرا لاشتداد الحرب العالمية الثانية ، خلال هذا الحرب التي ساهمت فيها مايباخ بإنتاج محركات لدبابات الجيش الألماني وبعد انتهائها شهدت ألمانيا دمار كامل أدى إلى القضاء على صناعة السيارات الفاخرة داخلها وحتى في أوربا .

في عام 1960 توفي كارل مايباخ عن عمر يناهز 80 سنة بعد أن قام بعدة محاولات لإحياء شركة مايباخ من جديد . لكن من سيقوم بذالك هي شركة مرسيدس بنز التي قامت بشراء مايباخ كرد جميل على ما قام به فيلهلم مايباخ وابنه لمرسيدس في بداياتها ولكن بالرغم من ذالك ستغيب مايباخ على الساحة لما يقارب أربعة عقود .

في عام 1997 قدمت شركة مرسيدس بنز نموذج اختباري لسيارة "مرسيدس بنز مايباخ" في معرض طوكيو الولي للسيارات . وفي السنة الموالية اتحدت مرسيدس مع مجموعة كراسلير الأمريكية ليبدأ التفكير جديا في إحياء ماركة مايباخ من جديد نظرا لحاجة  الشركة لهذا النوع من السيارات في مجموعتها وأيضا من اجل منافسة أسطورة الانجليز رولز رويس التي ظلت لسنوات من دون منافس .

مع دخول الألفية الجديدة بدأت الشركة جديا العمل على تطوير نموذجين هما  Maybach 57 و Maybach 62 هذه الأخيرة دخلت خط الإنتاج سنة 2002 ، ثلاث سنوات بعد ذالك قدمت الشركة سيارة Maybach 57 S  ثم اتبعتها بسيارةS   Maybach 62في السنة الموالية .

أهم ما ميز العشر سنوات الأخيرة في عالم السيارات هو عودة مايباخ إلى مكانها الطبيعي كشركة رائدة في صناعة السيارات بعد غياب طويل . الآن مايباخ هي شركة لملك مجموعة كرايسلر ومقرها بشتوتغارت الألمانية.